السبت، 16 أبريل 2011

يا ابو متعب . . انت ابوها وسمها

بسم الله الرحمن الرحيم
يا ابو متعب . . انت ابوها وسمها
مر على الشعوب العربية زعماء حكموها بالخسف والجور، وآخرون بالقتل والإجرام، وآخرون بالاضطهاد، ومنهم من ابتكر طرقاً مثل الجنون ليحكم بها شعبه والقائمة تطول، وندرة هم من حكموها بامتلاك قلوبها.
لا أحب أن أدخل في جوقة المادحين وإن كانت المشاعر تدعوني لذلك ولايروقني أن أفتن أحداً بالتمجيد خاصةً ولي الأمر فيعظم ذنبي ولكني أقرر واقعاً وأصف المشاهد المحسوس حينما أقول أن خادم الحرمين الشريفين قد أكرمه الله بحب الناس له وثقتهم بأفعاله ونواياه.
حتى أن المراقب ليعجب من أن المواطن السعودي لايربط اسم الملك بأي تقصير خدمي في البلد ولايتكلم عن الملك وأعماله إلا بكل خير، على اختلاف الأيديولوجيات والمشارب الحب واحد والثقة واحدة، حتى أن بعض الكتاب الغربيين والعرب أحياناً يتكلم عن هذه الظاهرة بغضب وحدة ظاهرين ولا أدري حقيقة لم الغضب وماهو السيناريو الذي يروقهم ولكنه عدم الفهم وقصور التحليل.
لقد شاهد الشعب مليكه وهو يحاسب الوزراء ويحذر السفراء ويستنهض ذممهم ويشد على كل عامل في جهاز الدولة من أجل المواطن، كما شاهده وسمعه يطلب من الشعب أن يعفيه من الألقاب ويسميه بأحب الأسماء إليه (خادم الحرمين الشريفين)، كما أنه شاهد دموعه التي بذلها للأيتام وتفقده للفقراء وفي كل مرة لايتوانا عن الاستجابة واعتماد القرارات السريعة والأموال لمعالجة المشاكل دون تأخير.
أين الخلل إذن ولماذا تتأخر الأوامر وتعطل القرارات ووأد فرحة المواطن في مهدها؟
إن الخلل كما أراه هو في أجهزة الدولة التنفيذية التي لم تفهم المرحلة ولم تستوعب التغير وإن استمعت وتابعت خادم الحرمين وتلقت أوامره إلا أنها قد ران على قلبها ماكسبته خلال سنوات من البيروقراطية العقيمة والسياسات الإنكماشية التي لم تنفع معها ست سنوات من المجاهدة والدفع بأجهزة الدولة للأمام.
وهذا أمر أدركه المواطن البسيط ولاحظ ضعف استجابة الجهاز الحكومي وتخلفه عن ضرورات المرحلة الأمر الذي دعا بالملك لابتكار حلول إدارية عاجلة لضمان سير العملية التنموية.
إن للمواطن ياخادم الحرمين آمال وتطلعات زادت كثيراً في عهدكم الزاهر وارتفع سقف الحلم وتوقدت النفوس للغد وانقدحت العقول واشتدت الأيدي للعمل والبذل والعطاء من كل أبناء البلد أسوة بمليكها وقائد نهضتها.
فذهب كل في الأمل مداه فمنهم من اهتم بالجانب الإقتصادي فها هو يتابع ويسجل ويعمل ويأتي بخلاصة عمله وتجربته ويضعها تحت تصرفكم، ومنهم من اهتم بالجانب الحقوقي فهو يناضل ويكافح لتفعيل ما أقرته الدولة من حقوق للمواطن وآليات لحفظ كرامته وتحقيق أمنه ولاينفك يوعي إخوانه ويرفع ثقافتهم الحقوقية، ومصلح إجتماعي وآخر ديني وقائمة من أبناء البلد المخلصين الساعين في كل فج.
ويبقى ياخادم الحرمين المواطن البسيط يراقب ويأمل وينتظر شيئاً واحداً فقط وهو أن تفلح جهودكم وجهود المخلصين من أبناء البلد في تغيير البلد إلى الأفضل وتبديل معيشتهم بالإجمال ورفع جودتها.
كل مايريده المواطن البسيط هو حياة أفضل دخل أفضل، رعاية صحية أفضل، تعليم أفضل، بنية تحتية أفضل، أعمال أكثر، وضوح الإجراءات الخدمية وتوفيرها للجميع بالمساواة، بيئة حقوقية أفضل يعرف بها بكل بساطة ماله وماعليه، ولا يتأتا كل ذلك إلا من خلال حكومة أكثر فعالية ومشاركة شعبية أكثر وعملية إصلاحية مستمرة.
ياخادم الحرمين إن جهازنا الحكومي قد قام مشكوراً خلال عدد من السنين بما يستطيع من عمل وتطوير في ظل الكوادر والموارد المتاحة له، وقد قاده خلالها رجال خدموا البلد بما يرون ويظنونه الصواب كذلك نحسبهم، ولكن المرحلة اليوم تستلزم التغيير واستمرار الثقافة نفسها في جهاز الحكومة يقتل كل آمال التغيير في جودة الخدمة كما يحبط كل طاقة شابة تدخل هذا الجهاز ويأخذها في نفس الدوامة.
ياخادم الحرمين مع تقديرنا لكل من خدم البلد كل في مكانه وموقعه ولكننا اليوم نريد التغيير نريد حياة أفضل لايمكن أن تستمر الحكومة في عقمها الإنتاجي فالزمن لاينتظر أحداً وشباب الوطن يتحرقون لخدمته في كل ميدان.
وأورد هنا مثلاً ظاهراً بهيئة الهلال الأحمر السعودي الذي ما أن استلمته عقلية متفتحة وروح شابة حتى تطور القطاع أضعاف المرات، فلم نكن نحلم بوجود طائرات إخلاء طبي بأنواعها ومراكز منتشرة ورعاية سريعة وقد تحققت ومازال في جعبة المسؤولين عن هذا القطاع الكثير كما نسمع.
إن مانريده ياخادم الحرمين أن يتحقق المثل في كل ميدان وفي كل خدمة وفي كل مايخص الوطن والمواطن وأن تنفتح قلوب المسؤولين وعقولهم للناس اقتداءً بكم وأن يتفهمونا ويحترمون رغباتنا.
كم مرة سمعنا منكم ومن إخوانكم أنكم في خدمة الشعب وهو شرف لنا وكرامة لكم ومع ذلك فإننا لانسمع ذلك من أصغر مسؤول حكومي فضلاً عن المسؤولين الكبار، بل بتنا نسمع منهم التقريع والتأنيب!
لله أنت ياخادم الحرمين الشريفين اشف قلوبنا وطمئنا على مستقبلنا وتول هذا الجهاز بعملية إصلاح وتغيير غير مسبوقه فالتطلعات كبيرة والحب والولاء كبيرين وأحلامنا في أن نقف في صف الدول الحديثة.
ياخادم الحرمين لم يجمع الله لك القلوب إلا لتعبر بها حيث تريد وقد أردت الخير فهذه أيدينا في يدك وانت ابوها وسمها.

الأربعاء، 13 أبريل 2011

الشيعة في خطر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آل محمد ومن استن بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان . . آمين
هل للشيعة عصاعص؟
كان الشيعة عالماً مجهولاً بالنسبة للكثيرين في العالم الإسلامي وحتى في بلدان يقطنها عدد لابأس به منهم مثل المملكة العربية السعودية وعندما أقول كان فإنني أتكلم عن أحقاب زمنية طويلة اختصرتها اليوم في سنوات بل وأيام وساعات وسائل الاتصال الحديثة بسطوة انتشارها ولهاثها الدائم للمادة الصحفية.
والعجيب أن هذا الجهل كان موجوداً حتى في أوساط بعض أهل العلم الشرعي الذين كانوا يملكون معلومات سطحية جداً عن الشيعة، بل الطامة أن الشيعة أنفسهم لم يكونوا يعلمون حقيقة المذهب وتفاصيله قبل الثورة الإيرانية كبداية والحوارات الحديثة التي تمثل الاكتشاف الأكبر للمذهب من قبل السنة والشيعة على حد سواء.
قبل خمسين سنه كان جل ماسيمازح به أحد أهل نجد مثلاً رجلاً من أهل القطيف سؤاله (هل للشيعة عصاعص؟) وحقيقةً كان هذا كل مايسمعه عنهم وربما كان سيمازحه بحكايات ألف ليلة وليلة عن ليلة عاشوراء، ومن جانبه كان القطيفي سيسأل (هل لأهل نجد عصاعص؟) لأنهم كانوا يردون بهذه المزحة على أهل نجد.
ثم ـ وانتبه لثم ـ سيذهب كل منهما لشأنه فإن كانا تاجرين أتما تجارتهما وإن كانا في الحج ذهب كل منهما لنسكه أو عابرا سبيل ذهب كل منهما لسبيله.
أما اليوم فبدلاً عن أن تتجه جهود الناس لعبادة الله وعمارة الأرض وتشييد الأوطان والذود عن حمى الأمة، بدلاً عن ذلك تم استدعاء التاريخ بمآسيه وكتب العقيدة بمصطلحاتها وكل شاردة وواردة تغذي الاصطفاف الطائفي، ودقت طبول المعركة وأشغلونا بالكر والفر  وكان وقودها الناس والوقت والدماء والأوطان.
نبدأ في الغوص في الموضوع
سأتجنب ما أمكنني الإفتاء في المذهب الشيعي فلست بفقيه شيعي ولا حتى سني ولكنني سأتكلم بما هو ظاهر المذهب من ما قرأناه في كتب الشيعة وبما وجدناه وسمعناه من كبار شيوخه الذين ملأو أوقات بث التلفزيون والراديو ومواقع الانترنت حتى أغنونا عن الاحتفاظ بالمراجع لإقناع الناس بصدق كلامنا قديماً حين كان الناس يرفضون تصديق بعض عقائد الشيعة، أما اليوم فهي في اليوتيوب وفي كل جوال بل وفي نشرات الأخبار.
لايحرض المذهب الشيعي على الفتنة ولايدعو للقتل ولايدعو لاستعداء الآخر في وقت الغيبة وهذه حقيقة لاجدوى من إنكارها، بل إن المذهب يحض أتباعه على الصبر والتحمل والانتظار وأكثر من ذلك المداهنة والتقية فالفرج قريب وصاحب الزمان لابد له من ظهور وحتى يأتي ذلك اليوم فلا مشاكل ولاقتال ولادولة، الصبر ثم الصبر.
في اعتقادي أن ذلك نشأ عن الورطة التي وقع فيها الشيعة بعد الإمام الحادي عشر وعدم ظهور المهدي وازدياد مدة الانتظار فنشأت عملية الانتظار والترقب كتكتيك ولكنها بعد ذلك ولطول المدة تحولت إلى استراتيجية وأحد أهم أساسيات المذهب.
تفيض الكتب والمصادر بما سيحدث بعد ظهور المهدي من مذابح وسفك للدماء وإقامة لحدود شرعية قديمة تعود لصدر الإسلام ويتعجب القاريء من الكلام عن الانتقام والتشفي وسب العرب والتقليل من شأنهم ولكن كل ذلك لم يكن له تأثير على وداعة الشيعة في مرحلة الانتظار ولم يتم استخدام هذا المخزون من الكره إلا في أوقات الفتن المذهبية وفي الوقت الحالي، وهي تمثل مشكلة حقيقية حيث أن اجترار التاريخ والبكاء الدائم والسوداوية التي تصبغ الحياة من تواريخ وفاة إلى أربعينيات إلى مآتم لايمكن أن تنتج شخصاً سوياً ترغب في مجاورته، ولا أدري حقيقة كيف للشيعة أن يحتملوا كل هذا البؤس الذي يدعهم إليه رجال الدين ويحرصون على أن يذكروهم به بكرة وعشيا.
رغم كل ذلك حافظ الشيعة على هدوئهم وتعاملهم مع محيطهم بنوع من الفصام، وحقيقة لايهم هذا الفصام مادام التعايش قائماً وماداموا لايستخدمون مخزونهم العقدي والتاريخي في التناحر مع الآخر أو إحداث الفتن فلينتظروا ونحن معهم من المنتظرين.
أين المشكلة؟
يوجد مشكلة جدية تكمن في أن حالة الترقب والانتظار من الممكن أن يمتطي ظهرها دعي ما فيجرف الشيعة معه إلى مستنقع الفتنة داخل الوسط الشيعي نفسه فضلاً عن فتنة أخرى مع السنة، ولنا في نبوءة الشيخ أحمد الأحسائي بظهور المهدي ومانتج عنها من فتنة البهائية التي عصفت بالشيعة أقرب مثل وليس الوحيد على إشكالية ادعاء المهدوية ومايمكن أن ينتج عنها من فتن، وإن كنت أرى أن هذه المسألة محسومة عند الشيعة حيث سيكونون أول من يتصدى لكل مدعٍ للمهدوية وستكون مشكلة داخل المذهب فقط.
المشكلة الكبرى في نظري تكمن في ممارسة صلاحيات المهدي المطلقة. فظهور المهدي يلزم كل شيعيٍ بالطاعة والسير مغمض العينين خلفه دون نقاش ولا رأي فالمهدي معصوم وفي مقام الأنبياء والرسل بل وينافسهم الصدارة، وهنا تأتي بدعة الولي الفقيه التي تمثل (في نظري على الأقل) الخطر الأكبر حالياً على الشيعة والسنة والتعايش المذهبي ومن مانراه اليوم نجد أن هذه البدعة خربت المنطقة بكاملها.
الولي الفقيه ينوب عن المهدي! هكذا وبكل بساطه قرر الشيعة أن يقيموا دولة دينية ولما لم تخدمهم النصوص الدينية صدو عنها وخلقوا بدعتهم المبتكرة، فإذا كان المذهب لايسمح بالحركة إلا بوجود المهدي فلماذا لاينوب عنه الفقيه في إقامة الدولة الدينية كما ينوب عنه في الإفتاء وأخذ الأخماس والصدقات؟! . . تطورت النظرية وبدأ أنصارها يتزايدون وإن خالفها كبار فقهاء المذهب والحوزات ولكن كرة الثلج تعاظمت ولم يعد أحد يستطيع أن يوقفها.
قامت الدولة وتولى الفقيه النيابة وبدأت صلاحيات المهدي المطلقة في الظهور رغم وجود مجالس استشارية وبرلمان ولكن المرجع الأخير هو الولي الفقيه ولاصوت يعلو على صوته وأول من اصطلى بناره كان الفقيه المخالف! . . فابتدأت معركة دينية في محاولة لإسكات كل صوت فقهي مخالف حتى لاينتقص من شرعية البدعة ويقلل من قيمتها عند الشيعة فالمشوار طويل والشرعية مطلوبة والمعركة لم تبدأ بعد.
بدأت دولة الولي الفقيه الفتية بحماس عظيم وبكل زخم الثورة وشعارات الإسلام والحرية والانعتاق وخالطتها شعوبية مقيتة ونظرة استعلاء عرقي وبدأت تنظر إلى محيطها على أنه الغنيمة الباردة والأنصار موجودون فالشيعة منتشرون في كل دول المنطقة وهم ملزمون بإطاعة المهدي وبالنتيجة الولي الفقيه.
تصدير الثورة
تفننت جمهورية إيران الإسلامية وهي الوليد الشرعي لولاية الفقيه في نشر فتنتها في المنطقة لتحقيق أهدافها التوسعية فابتكرت مصطلح (تصدير الثورة) وفي عودة إلى المخزون البكائي الشيعي العتيد وجدت ضالتها في دعوى نصرة المستضعفين والمطالبة بالحقوق وحثهم على الثورة المعقولة إنسانياً بسبب المظلمة الحقوقية المضخمة وشرعاً بسبب الإرث التاريخي العقدي.
مايهمني هنا هو أن هذا العمل الطائش حول الشيعة في المنطقة من مواطنين في وضع انتظار المهدي إلى أفراد في جيش المهدي المنتظر، بل أن الاستخبارات الإيرانية مافتئت تنظم وتدرب وتعد العدة بين الشباب وبين المعممين وصرفت على ذلك الجهد والمال والوقت.
ولم يتورع نظام الولي الفقيه عن أي فعل فهو يملك صلاحيات المهدي المنتظر فعمليات الاغتيال جائزة، تكديس المتفجرات في دول الخليج جائز، إذكاء القتل في لبنان وإن كان للفلسطينيين الذين تتباكى على قضيتهم جائز، تدنيس الحرم بالتظاهر والقتل تارةً وبالتفجير تارة أخرى جائز وأعتقد أن هذا أحط ماوصلت إليه ولاية الفقيه وأخطر مؤشر لما يمكن أن يصدر من هذا النظام الخبيث.
وإذا عدنا بعد كل هذا للنجدي فهو لن يتندر على القطيفي بالعصعص فقط وينتهي الأمر بل إنه سيصمه بالرافضي وسيعتقد أنه عميل للولي الفقيه الذي يتقرب إلى الله بطاعته، كما أن القطيفي سينظر إلى النجدي على أنه الناصبي المجرم عدو آل البيت. ولن يذهب كل منهما بعد ذلك في طريقه بل سيستحكم بينهما العداء وسيعد كل منهما العدة للآخر ويبيت ليله وهو على حذر منه.
هذا مايجنيه نظام الولي الفقيه على الشيعة وهذا مايعرضهم له حتى أصبحت سمعتهم في كل مكان أنهم مواطنون بولاء منقوص ولايمكن الركون إليهم ولاتصديقهم ولابد من أخذ الحذر منهم ومن تحركاتهم وربطها بإيران دائماً وبالولي الفقيه والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية.
أوجه كلمتي للشيعة وأقول إنكم على خطر عظيم ورغم تأكدي الشخصي من أنه يوجد من الشيعة من يحمل لبلده كل إخلاص ويفتديها بدمه وقد عايشت الشيعة وخالطتهم في أكثر من حين ووجدت منهم رجالاً مخلصين لوطنهم متآخين مع محيطهم وليسو في حاجة لتزكيتي لهم، إلا أن الأصوات العالية لعملاء بدعة ولاية الفقيه يفسدون جو التعايش السلمي في المنطقة ويشيعون جو الريبة والتخوف ويعملون على تفجير السلام الداخلي لكل بلد بناءً على بدعة ابتدعوها ولم يجدوا من يردعهم عنها.
أرى أن واجب الشيعة هو التيقظ لهذه الفتنة ورفض هذه البدعة ورفض التبعية المترتبة عليها، إن الأمر منوط بالشيعة أنفسهم فالبدعة ظهرت في مذهبهم واجتاحت المنطقة وأفسدت جوها فعليهم إذاً التصدي لها ومحاربتها.
وعلى الشيعة أن يعلموا أن التاريخ لن يعود للوراء فقد ظهر من المذهب ماكان خافياً وعرفه القاصي والداني ولينظروا إلى أنفسهم فقد عرفوا هم من مذهبهم ماكان خافياً عنهم وربما فوجئو بما عرفوا، فلابد إذاً والحال كذلك أن يبادروا إلى شرح وجهة نظرهم حول ما انكشف من عقائدهم والوصول إلى تطمين مقنع لجوارهم.
أنا لا أقصد بذلك تخوين الشيعة ابتداءً حتى يثبت العكس ولكنني أقول أن المشكلة قد وقعت في أوساطهم ابتداءً فكان عليهم المبادرة لإزالتها، كما أن نصوص التكفير والتفسيق ابتدأت من جهتهم لأهم رجالات الإسلام بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحابته فكان لابد لهم من الابتداء وتفسير أمرها لجوارهم الإسلامي.
بإمكاني أن أكتب كلاماً من قبيل مايطرحه البعض أنه لافرق بين المذهب الشيعي والسني وعبادتنا واحدة وما إلى هنالك من أوهام لاتقنع أحداً ولاتحل إشكالاً، ولكن لنتكلم بوضوح نحن نرى مذهب الشيعة مذهباً باطلاً لايصل بصاحبه إلى الجنة، وكذلك يرى الشيعة أن مذهب أهل السنة باطل ولايوصل إلى الجنة هذه هي الحقيقة وماسواها تخاريف جاهل أو داعية تقارب مايلبث أن يكتشف الحقيقة ويعود إلى هذه النقطة.
ولكننا في نفس الوقت لدينا عدد من الأصول الدينية المتشابهة ولدينا مشتركات من قبيل الوطن واللغة والمصير،وبالتالي لابد لنا من التعايش المبني على الوضوح فليكن لكل شرعته ومنهجه ولايتعرض للرموز الدينية للآخر، وهنا كثيراً مايتندر أهل السنة بقولهم للشيعة لاتسبوا الصحابة ولانسب أهل البيت وقد علم الشيعة أن أهل السنة يقدرون أهل البيت فضلاً عن أن يسبوهم، وهذا من عجيب الأمور فعلام الاستفزاز إذاً والتعرض للصحابة ونساء النبي ورجالات الإسلام في كل طبقة؟!
كان التعايش هو الأساس فأعيدوه كما كان، لن أعظكم في دينكم ولكن طبقوا وصايا المذهب وانتظروا المهدي فإذا ظهر فلن تجدوا داعياً لقتلنا لأننا إن شاء الله سنكون أول المتبعين، ولننصرف حتى ذلك اليوم لحفظ كرامة الإنسان وبناء الأوطان ونترك دولة ولاية الفقيه فما أراها والله إلا في زوال، ستزول دولة الفقيه وسيبقى الشيعة فلماذا يدمرون مستقبلهم مع جوارهم من أجل لحظة لن تدوم.
وتحياتي لكل الشيعة الشرفاء الذين رفضوا أن يتم استخدامهم كأدوات لأجهزة الاستخبارات والعمائم المشبوهة وأعانهم الله على مسؤوليتهم الجسيمة في الحفاظ على مجتمعاتهم ورد تدخلات الطامعين فيها ومناصحة الضال من إخوانهم. والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل.

الاثنين، 4 أبريل 2011

من اختطف دعوى الإصلاح؟

بسم الله الرحمن الرحيم
من اختطف دعوى الإصلاح؟
المملكة العربية السعودية بلد وديع مسالم يتعامل مع الجميع بهدوء ويتعامل معه الجميع بحب . . ممتاز إذاً أين الحكاية.
الحكاية يا أعزائي أنه ثم طوائف من الناس لاتعجبها بساطة الأمور عندنا ولايعجبها سيرنا أحياناً بتخطيط مبني على حسن النية وأحياناً ضعف وتقصير في بعض جهاتنا الحكومية والنتيجة دائماً أننا نسير برعاية الله وتشملنا في النهاية البركة ولله الحمد، الحكاية يا أعزائي تحتاج من البعض من ذوي الجلبة الفارغة ومدعي الإصلاح إلى نوع من الهدوء ربما لن يتمكن أحد من جلبه لهم سوى الطب النفسي.
سنبدأ بالتعرف على الإصلاحي الحديث . .
لاشك أن الإصلاح عمل جميل جداً وهو عمل الأنبياء {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}(هود : 88 ).
وبالتالي فإن المصلح شخص يستحق الإحترام والتقدير ولايخلو زمان ولله الحمد منهم ولكن للمصطلح اليوم معناً خاص فمدعي الإصلاح اليوم إما طامح سياسي باء بالفشل أو رجل سلعة يريد أن يشترى بترقية أو مال أو تحقيق رغبة ما أو جاهل مخدوع أو غر اغتر ببعض علم وقليل خبرة ولايخلو كل منهم من انبهار بالغير وانهزام في الداخل ويجتمعون على ضعف العمل وغياب الحلول.
حتى قريب كنت ألتمس لهم الأعذار حيناً وأتلطف لهم حيناً وإن كانت عصبيتهم وخروجهم عن الأدب وحبهم للمراء واستغراقهم فيما لاينفع من انتقاد واستهزاء وتسخيف وتحقير وسوداوية شيء لايمكن للمرء أن يطيقه حتى تتساءل هل يحبون؟ هل ينامون؟ هل يستمتعون بحياتهم؟ هل يصلون؟ وإذا صلو هل ينتفعون؟
الحقيقة أن مايشفع لكل من يدعي الإصلاح هو دعواه فعندما يقول كلمة السر هذه يلين القلب وتطرق الأذن ويحصل القبول ولكن عندما تبدأ بالتلقي يفاجئك الكلام.
وهنا مربط الفرس، طيب ماذا تريد يا إصلاحي؟ أريد الإصلاح . .
ممتاز . . كيف؟
هنا يتشعب الجميع في الأيديولوجيا التي ينطلقون منها ويأخذون في الإلتفاف حولك في دوائر ولف ودوران ثم ينتهون للديموقراطية والملكية الدستورية وعندها يبدأ الجد . .
الإسلامي الحركي وياعجباً ! يتكلم عن الديموقراطية الإسلامية واختلافها عن الديموقراطية الغربية وعندما تأخذ تفاصيلها منه تجدها تفسيراً للماء بالماء ولايمكن أن يعترف بذلك.
الليبرالي والعلماني بأنواعهم فمنهم المتطرف ومنهم المهادن ومنهم وياعجباً أيضاً ليبرالي إسلامي! . . ولكنهم ينتهون بك إلى الديموقراطية والملكية الدستورية !
حتى أنك تجد أحياناً سلفياً إسلامياً حركياً يتكلم بنفس النفَس ويصل إلى نفس النتيجة.
مشكلة الإصلاحيين دائماً أنهم يأتون بحل مستورد ويريدون أن يلزمونا به يأتون بفكر غريب ويقولون أنه خلاصة التجربة الإنسانية ومنتهى علم البشر وتتنزل عليه أنوار الرحمة وفيوض المعرفة الإلهية . . وعندما تصمت لتفكر أو تبدأ في النقاش هنا تقوم القيامة . . ستكون حينها متخلفاً رجعياً ملكياً أكثر من الملك منافق مستنفع . . إلى آخر القاموس الإصلاحي اللطيف.
والعجيب أنهم ينزعون بعضهم على بعض الألقاب الإصلاحية ويعيشون حياة خاصة ويتوهمون النضال الشرعي في وجه الطغيان وخزعبلات عجيبة تغلف فكرهم المضطرب.
من الناحية العملية أنا لا أرى مشكلة في مبدأ دعوتهم للإصلاح ولكن المشكلة تكمن فيما يجرونه علينا من أوهامهم عن المجتمع ومشاكله وحلولها، فماهي مشكلة المجتمع في نظرهم وهل يريدهم المجتمع أصلاً؟
ليس لي الحق في أن أتكلم نيابة عن المجتمع ولكني سأتكلم عن نفسي وعن مارأيت وسمعت وعن الموقف العجيب الأخير لمجتمعنا السعودي الحبيب.
عندما يتكلم الإصلاحيون عن مجتمع المملكة العربية السعودية ومشكلته أو أزمته الحاده وما إلى ذلك هم لايشخصون مشكلة، بل هم قد جاءوا بأمر قد أشربته قلوبهم وتقاسموا بينهم أنه الحق ثم  سعوا في تطبيقه وليطبقوه خلقوا له مشكلة يكون إفكهم الذي جاءوا به حل معلب جاهز وهذا والله من أعجب الأمور.
فتجدهم يناقشون كل شيء ويتبادرون كل نقيصة ثم يصلون بها إلى قمة الهرم فيكون هو السبب والحل جاهز فقد جهزوا الحل قبل أن يضعو يدهم على المشكلة ولكن هذا غير مهم فكل شئ قابل للفبركة والعجيب أنهم يصدقون أنفسهم في النهاية.
كما أنه عندما يتكلم الإصلاحيون عن مجتمع المملكة العربية السعودية والمشكلة المفترضه والحل المعد سلفاً ينسون الملك ومؤوسسته العريقة وكأنه ليس طرفاً في الموضوع له رأي معتبر وله طموح ورغبات ولديه مؤوسسة حكم ولديه شرعية راسخة وله فهمه ونظرته الخاصة للماضي والحاضر والمستقبل.
وعندما يجد هؤلاء الإصلاحيون أنهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ينتفضون ليصبو جام غضبهم تارة على الملك ومؤسسته وتارة على الشعب وفعالياته وينسون أنهم هم المشكلة.
طيب لنتساءل لماذا يتحرك الإصلاحيون؟
لاشك أن مجتمعنا ليس بالمجتمع الملائكي (ياللمفاجأة) لأنه لم يوجد أبداً مجتمع ملائكي فنحن بشر وعدم إدراك هذه الحقيقة يخلق الإصلاحي المسكون بالكمال المستحيل للمجتمع، وهنالك إصلاحي آخر يدرك هذه الحقيقة البسيطة ولايعاندها ولكنه كان يريد الإصلاح الطبيعي في البداية ثم انحرف.
وكل ذلك ليس بكافٍ لخلق (الإصلاحي المشكل) ولكن لابد لكي تتكون شخصيته بشكل نهائي أن يعجز هذا المتحمس عن إصلاح أي شئ حوله لسبب بسيط أنه لم يعرف كيف وبدلاً عن العمل الحقيقي الجاد والبحث المستمر. يتوقف الإصلاحي وينظر حوله ثم يلعن الظلام ويلعن الشموع ويلعن الضؤ نفسه وعندما يرى الشمس بازغة يقول هذا حسن . . إذاً هذا الحل فلنفترض المشكلة ولنعمل ولنجاهد ولنناضل في سبيل الحق!
وهنا طبعاً لو أفلت الشمس لكفر بها وآمن بما بعدها لذلك نكفر نحن به وبمنهجه الأعوج ونتطلع لإصلاح حقيقي يأتي من داخل مجتمعنا ليحل مشاكلنا ويطور مجتمعاتنا ويحفظ به الله ديننا ووطننا وأمننا . . من قال أنه لابد من إنهاء الملكية وأنه الحل ألم يطرح هذا الحل قبل ستين سنة ثم تهاوت جل الأنظمة التي بنيت عليه؟ . . وإن حاجني أحد بأنه سؤ تطبيق (في تلكم التجارب) لقلة الخبرة أقول له وما أدراك أننا لو طبقنا نفس الحلول حينها لما وقعنا في نفس الطوام من أجل عيون التقدمية وطوفان الأفكار الثورية.
لماذا لانستفيد من مالدينا من استقرار وملكية؟ لماذا لانستفيد من مرجعيتنا الدينية السلفية؟ لماذا لانستفيد من آليات مجتمعنا التقليدية؟ ونخلق من المجموع تجربة فريدة خاصة بنا؟
وهل كان الغرب إلا تجارب فريدة ولدت من رحم ظروفه الخاصة؟ فما بالنا نستورد النموذج ونعتبره منتهى المعرفة وندعي أنه الأنسب والأحسن؟ ما الذي جعلكم تنصرفون عن تطوير نموذجنا الخاص أوجدتم عنتاً وأثرةً ورفضاً مجتمعياً؟ وماذا عسيتم أن تجدو غير ذلك؟ أليست هذه طبيعة الأمور.
أقول وبكل ثقة إن كان هذا حلكم وهذا منهج عملكم فإليكم عنا وقد قالها الشعب كله في جمعة الوفاء . . نعم نريد التطوير . . نعم نريد الإصلاح ولكن لانريد الحلول المسبقة الصب ولانريد الثورات والمصائب وزعزعة الأمن.
يامعشر الإصلاحيين إني أدعوكم ونفسي الأمارة بالسوء إلى إصلاح أنفسكم ومراجعة منطلقاتكم ومنهجكم وحلولكم وكل أمركم وإذا توصلتم إلى شيء فاعرضوه على كتاب الله وسنته بفهم السلف الصالح واسترشدوا بعلمائكم وارفقو بأنفسكم وبالناس وتذكروا دائماً خصوصية المكان شئتم أم أبيتم.
الملك . .
يمثل الملك قمة هرم السلطة من الناحية التنفيذية كما يمثل قيمة معنوية كبيرة للشعب بكافة فئاته فهو بالنسبة للقبائل وشيوخها (شيخ شمل قبائل المملكة)، وبالنسبة لأبناء العوائل ذات الأصول القبلية كبيرها ومصدر فخرها، وبالنسبة للعوائل ذات الأصول الأخرى الحامي والراعي والحافظ لكرامتها.
كما أنه يمثل قيمة كبيرة لعموم الشعب وفكره الجمعي هذه القيمة في تزايد مستمر مع تفتت المرجعيات القبلية والعرقية ليكون الوطن (والملك كرمز لوحدته) هو المرجعية بعد الشريعة.
أما بالنسبة للمؤسسة الدينية العريقة فالملك ممثل لسلالة عريقة من حماة الدين الذين يفهمون الدين على طريقة السلف الصالح ويقيمون الوزن الأكبر لسلامة العقيدة ونقاء التوحيد التي تعدها المؤسسة الدينية المكسب الأكبر لهذه البلاد الذي لابد من الحفاظ عليه بأي ثمن.
ويبقى أن نعرف ماهي رؤية الملك لنفسه ولبلده ولمؤسساته وهذا أمر في نفسه ولكن تفصح عنه أفعاله وأقواله ولنا الظاهر وعلى الله السرائر.
يتميز الملك عبدالله ببساطته وتلقائيته وصدقه الشديد، فالرجل بعيد عن البهرجة والطيلسان الذي يحيط الملوك والرؤساء والزعماء به أنفسهم، بل ان الرجل أكثر تواضعاً من كثير من المسؤولين الذين لاتراهم إلا منتفخين متغطرسين والله المستعان.
وقد أحب الناس هذه الصفات منه وحرصو على متابعته ومتابعة كلماته وكنت ترى شغفهم وترقبهم لمشاركاته في العرضة النجدية واستقباله للوفود حيث تكون أحاديث اليوم التالي دائماً تدور حول السؤال المعتاد (هل رأيت أبو متعب البارحة في الأخبار؟)، ورغم هذه البساطة إلا أن الرجل يتمتع بكاريزما خاصة تفرض الاحترام والتقدير على كل من يلقاه أو يتابعه.
إن هذا الحب الذي تجاوز حدود المملكة يجعل الناس تنزه الملك عن أي هفوات أو تقصير ترتكبه الحكومة لعلمهم بحرصه الشديد على الدين والوطن والمواطن وهذا أمر مشاهد وملحوظ للجميع.
لاشك أن للملك مواصفات ممتازة وهو في النهاية رجل له طموحاته الخاصة ومن الضروري لأي مشروع إصلاحي يرغب في النجاح أن يحاول التقارب مع رؤية الملك والتناصح حول مايمكن أن يكون محل خلاف.
فعندما تطرح الملكية الدستورية مثلاً على رجل يرى أنه سليل مئات السنين من حكم عائلة أضافت للوطن الوحدة وحكم الدين ثم يراد بهذه العائلة أن تهمش عن دور الريادة أو أن تشوه صورتها كرمز للبلاد فلابد له من أن يرفض هذا الطرح وعلى كل من يريد الإصلاح أن يضع في اعتباره حفظ التقدير لهذه العائلة على المستوى الرسمي للطرح أما على المستوى الشخصي فإننا لانستطيع أن نقنع كل شخص بحب العائلة ونخونه إذا لم يفعل ولكنني أعتقد أن من يؤلب على العائلة الحاكمة ورمزها شخص يرتكب فعلاً غير مفهوم لذا أعتقد أن الطرح الإصلاحي السليم لابد أن يأخذ في اعتباره هذه النقطة، وهذا المطلب – كما أراه – مطلب شعبي يفرضه الحب الشعبي الجارف للملك.
وإذا كان الهدف تحديد الصلاحيات والمسؤوليات وتطوير نظام محاسبة المسؤولين فلسنا بحاجة إلى ملكية دستورية أو غيرها بل نحن في حاجة إلى تطوير نظام حكم يناسب بلدنا على أساس توافقي بعيداً عن القوالب الجاهزة.
الملك والإصلاح . .
هنا لابد لنا من طرح سؤال مهم عن الملك وعلاقته بالإصلاح، والواقع أن الملك بنفسه يلعب دوراً إصلاحياً مهماً من حيث عمله على تحديث الدولة وإصلاح هياكل العمل الحكومي والمواطن العادي فضلاً عن المتابع يشاهد عمل الملك في هذا المجال حتى أن الملك قد دأب على إصدار تعميمات لجميع الدوائر الحكومية بسرعة إنجاز المعاملات والعمل على خدمة المواطن بكل تفان والابتعاد عن التعقيد، وقد تم نشرها فيما بعد في الجرائد السعودية ليعرف المواطن حقوقه ويتنبه إلى أي تجاوز عليها.
حتى أن الديوان كان يدرس ربط جميع الدوائر الحكومية من أصغرها إلى أكبرها بنظام اتصالات إدارية موحد يمكن الديوان من التحقق من أي شكوى من تأخير المعاملات والإجراءات والتعرف على المتسبب فيها وهدفه، وعندما نتابع مثل هذا العمل وهذه الرغبة نتساءل عن بطء التنفيذ.
هنا تظهر مشكلة ترهل المؤسسات الحكومية التقليدية وبيروقراطيتها المقيتة التي تستدعي إصلاح القاعدة وفي هذا رد على المتطرفين من مدعي الإصلاح الذين ينسبون المشكلة لقمة الهرم بينما نجد أن المشكلة حقيقية في القاعدة صعوداً إلى الطبقات العليا !
وقد جهد الملك في العمل على إنشاء هيئات ومؤسسات عامة جديدة تساعد على تفعيل العمل الحكومي ولم ينتظر إصلاح القاعدة الحكومية حتى يبدأ عمله وهذه نقطة تحسب له، كما أنه رأى إسناد الأمور العاجلة مثل توسعة المسعى والجمرات إلى رجال يثق بهم بشكل شخصي وقد أدو العمل كما ينبغي وفي أسرع وقت. وعندما أراد بناء جامعة عالمية أسند الأمر إلى شركة أرامكو، والأمثلة على هذا كثيرة.
في رأيي أن هذه الأعمال تحسب للملك فهو لم يحبس عجلة التنمية بسبب بطء الحكومة وترهلها بل أطلقها للأمام بطرق مبتكرة، وإن كنا ننتظر إصلاحاً أكبر للعمل الحكومي ونطالب الوزراء مخافة الله فينا وفي مليكهم وفي أنفسهم وفي ما تحت أيديهم من المسؤولية ونتمنى من الملك توسيع دائرة البحث عن الرجال المخلصين القادرين على فهم طبيعة المرحلة الإصلاحية الحالية وضخ الدماء الجديدة في مفاصل الدولة.
إن خادم الحرمين الشريفين إصلاحي حقيقي وله عمل واضح على الأرض وسبحان الله كيف يقف الرويبضة والخاملين ويدعون الإصلاح وهم لم يقدمو لهذا الوطن سوى البلبلة والدعاية السلبية واستخفاف الجهلة والأحداث لمتابعتهم في ضلالهم والله المستعان.
كيف يتم الإصلاح الحقيقي . .
بعيداً عن أي مؤثرات خارجية أو ضغوط فإنه لابد لبلدنا من حوار داخلي موسع أتمنى من الملك أن يشعل جذوته يناقش أمورنا كلها واحتياجاتنا وطموحاتنا، يوحد رؤية الجميع للعمل الوطني، وياحبذا لو تركت الحرية للجميع ليقول رأيه بكل صراحة فأنا كشخص أتمنى أن أعرف حقيقة دعاوى البعض حول الإصلاح، فقد كان لنا تجربة مع من ادعوا الإصلاح ثم لما خرجوا من البلد رفعوا شعارات أخرى كانت مخفية، لايمكننا التعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص ولو أتيحت لهم الفرصة لأن يقولوا مايريدونه داخل البلد للفظهم المجتمع دون أي ضرورة للتعامل الأمني معهم إلا أن يحتسب عليهم المجتمع قضائياً.
إن فتح مناخ الحرية التامة في حوارات وطنية سيساعدنا على تلمس مشاكلنا وحقيقتها ومن ثم علاجها بعيداً عن طروحات المتلونين والمنافقين مظهري الحرص على البلد مبطني الأجندات الخاصة.
إن مانراه من حراك مجتمعي فعال كفيل إن شاء الله بالحفاظ على بلدنا في وجه كل عدو ويبقى الطرح الإصلاحي المخلص هو المطلب وليس لدي شك في تفهم الملك لرغبة المصلحين المخلصين لأنه أحدهم وهو قادر على فهم طروحاتهم.
اللهم احفظ علينا ديننا ووطننا ومجتمعنا وقيادتنا وأبرم لنا أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك . . آمين