السبت، 16 أبريل 2011

يا ابو متعب . . انت ابوها وسمها

بسم الله الرحمن الرحيم
يا ابو متعب . . انت ابوها وسمها
مر على الشعوب العربية زعماء حكموها بالخسف والجور، وآخرون بالقتل والإجرام، وآخرون بالاضطهاد، ومنهم من ابتكر طرقاً مثل الجنون ليحكم بها شعبه والقائمة تطول، وندرة هم من حكموها بامتلاك قلوبها.
لا أحب أن أدخل في جوقة المادحين وإن كانت المشاعر تدعوني لذلك ولايروقني أن أفتن أحداً بالتمجيد خاصةً ولي الأمر فيعظم ذنبي ولكني أقرر واقعاً وأصف المشاهد المحسوس حينما أقول أن خادم الحرمين الشريفين قد أكرمه الله بحب الناس له وثقتهم بأفعاله ونواياه.
حتى أن المراقب ليعجب من أن المواطن السعودي لايربط اسم الملك بأي تقصير خدمي في البلد ولايتكلم عن الملك وأعماله إلا بكل خير، على اختلاف الأيديولوجيات والمشارب الحب واحد والثقة واحدة، حتى أن بعض الكتاب الغربيين والعرب أحياناً يتكلم عن هذه الظاهرة بغضب وحدة ظاهرين ولا أدري حقيقة لم الغضب وماهو السيناريو الذي يروقهم ولكنه عدم الفهم وقصور التحليل.
لقد شاهد الشعب مليكه وهو يحاسب الوزراء ويحذر السفراء ويستنهض ذممهم ويشد على كل عامل في جهاز الدولة من أجل المواطن، كما شاهده وسمعه يطلب من الشعب أن يعفيه من الألقاب ويسميه بأحب الأسماء إليه (خادم الحرمين الشريفين)، كما أنه شاهد دموعه التي بذلها للأيتام وتفقده للفقراء وفي كل مرة لايتوانا عن الاستجابة واعتماد القرارات السريعة والأموال لمعالجة المشاكل دون تأخير.
أين الخلل إذن ولماذا تتأخر الأوامر وتعطل القرارات ووأد فرحة المواطن في مهدها؟
إن الخلل كما أراه هو في أجهزة الدولة التنفيذية التي لم تفهم المرحلة ولم تستوعب التغير وإن استمعت وتابعت خادم الحرمين وتلقت أوامره إلا أنها قد ران على قلبها ماكسبته خلال سنوات من البيروقراطية العقيمة والسياسات الإنكماشية التي لم تنفع معها ست سنوات من المجاهدة والدفع بأجهزة الدولة للأمام.
وهذا أمر أدركه المواطن البسيط ولاحظ ضعف استجابة الجهاز الحكومي وتخلفه عن ضرورات المرحلة الأمر الذي دعا بالملك لابتكار حلول إدارية عاجلة لضمان سير العملية التنموية.
إن للمواطن ياخادم الحرمين آمال وتطلعات زادت كثيراً في عهدكم الزاهر وارتفع سقف الحلم وتوقدت النفوس للغد وانقدحت العقول واشتدت الأيدي للعمل والبذل والعطاء من كل أبناء البلد أسوة بمليكها وقائد نهضتها.
فذهب كل في الأمل مداه فمنهم من اهتم بالجانب الإقتصادي فها هو يتابع ويسجل ويعمل ويأتي بخلاصة عمله وتجربته ويضعها تحت تصرفكم، ومنهم من اهتم بالجانب الحقوقي فهو يناضل ويكافح لتفعيل ما أقرته الدولة من حقوق للمواطن وآليات لحفظ كرامته وتحقيق أمنه ولاينفك يوعي إخوانه ويرفع ثقافتهم الحقوقية، ومصلح إجتماعي وآخر ديني وقائمة من أبناء البلد المخلصين الساعين في كل فج.
ويبقى ياخادم الحرمين المواطن البسيط يراقب ويأمل وينتظر شيئاً واحداً فقط وهو أن تفلح جهودكم وجهود المخلصين من أبناء البلد في تغيير البلد إلى الأفضل وتبديل معيشتهم بالإجمال ورفع جودتها.
كل مايريده المواطن البسيط هو حياة أفضل دخل أفضل، رعاية صحية أفضل، تعليم أفضل، بنية تحتية أفضل، أعمال أكثر، وضوح الإجراءات الخدمية وتوفيرها للجميع بالمساواة، بيئة حقوقية أفضل يعرف بها بكل بساطة ماله وماعليه، ولا يتأتا كل ذلك إلا من خلال حكومة أكثر فعالية ومشاركة شعبية أكثر وعملية إصلاحية مستمرة.
ياخادم الحرمين إن جهازنا الحكومي قد قام مشكوراً خلال عدد من السنين بما يستطيع من عمل وتطوير في ظل الكوادر والموارد المتاحة له، وقد قاده خلالها رجال خدموا البلد بما يرون ويظنونه الصواب كذلك نحسبهم، ولكن المرحلة اليوم تستلزم التغيير واستمرار الثقافة نفسها في جهاز الحكومة يقتل كل آمال التغيير في جودة الخدمة كما يحبط كل طاقة شابة تدخل هذا الجهاز ويأخذها في نفس الدوامة.
ياخادم الحرمين مع تقديرنا لكل من خدم البلد كل في مكانه وموقعه ولكننا اليوم نريد التغيير نريد حياة أفضل لايمكن أن تستمر الحكومة في عقمها الإنتاجي فالزمن لاينتظر أحداً وشباب الوطن يتحرقون لخدمته في كل ميدان.
وأورد هنا مثلاً ظاهراً بهيئة الهلال الأحمر السعودي الذي ما أن استلمته عقلية متفتحة وروح شابة حتى تطور القطاع أضعاف المرات، فلم نكن نحلم بوجود طائرات إخلاء طبي بأنواعها ومراكز منتشرة ورعاية سريعة وقد تحققت ومازال في جعبة المسؤولين عن هذا القطاع الكثير كما نسمع.
إن مانريده ياخادم الحرمين أن يتحقق المثل في كل ميدان وفي كل خدمة وفي كل مايخص الوطن والمواطن وأن تنفتح قلوب المسؤولين وعقولهم للناس اقتداءً بكم وأن يتفهمونا ويحترمون رغباتنا.
كم مرة سمعنا منكم ومن إخوانكم أنكم في خدمة الشعب وهو شرف لنا وكرامة لكم ومع ذلك فإننا لانسمع ذلك من أصغر مسؤول حكومي فضلاً عن المسؤولين الكبار، بل بتنا نسمع منهم التقريع والتأنيب!
لله أنت ياخادم الحرمين الشريفين اشف قلوبنا وطمئنا على مستقبلنا وتول هذا الجهاز بعملية إصلاح وتغيير غير مسبوقه فالتطلعات كبيرة والحب والولاء كبيرين وأحلامنا في أن نقف في صف الدول الحديثة.
ياخادم الحرمين لم يجمع الله لك القلوب إلا لتعبر بها حيث تريد وقد أردت الخير فهذه أيدينا في يدك وانت ابوها وسمها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق